وقمنا إليهم فأخذناهم ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هل جئتم في عهد أحد ، وهل جعل لكم أحد أمانا؟». قالوا : اللهم لا ، فخلى سبيلهم ، فأنزل الله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ) (١).
الآية : ٢٥ ـ قوله تعالى : (هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً) (٢٥).
وأخرج الطبراني وأبو يعلى عن أبي جمعة جنيد بن سبع قال : قاتلت النبيّ صلىاللهعليهوسلم أول النهار كافرا ، وقاتلت معه آخر النهار مسلما ، وكنّا ثلاثة رجال وسبع نسوة ، وفينا نزلت : (وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ) الآية (٢).
الآية : ٢٧ ـ قوله تعالى : (لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً) (٢٧).
أخرج الفريابي وعبد بن حميد والبيهقي في الدلائل عن مجاهد قال : أري النبي صلىاللهعليهوسلم وهو بالحديبية أنه يدخل مكة هو وأصحابه آمنين محلّقين رءوسهم ومقصرين ، فلما نحر الهدي بالحديبية قال أصحابه : أين رؤياك يا رسول الله؟ فنزلت : (لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا) الآية (٣).
__________________
(١) النيسابوري ، ٣١٦ ـ ٣١٧.
(٢) السيوطي ، ٢٦٥ ـ ٢٦٦ ، ومسند أبي يعلى ، ج ٣ / ١٢٩ ، ورجاله ثقات ، ومجمع الزوائد ، ج ٩ / ٣٩٨.
(٣) السيوطي ٢٦٦ ، وزاد المسير ، ج ٧ / ٢٤٢ ، وتفسير الطبري ، ج ٢٦ / ١٠٧.