الآية : ١٤ ـ قوله تعالى : (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا).
نزلت في أعراب من بني أسد بن خزيمة ، قدموا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة في سنة جدبة ، وأظهروا الشهادتين ولم يكونوا مؤمنين في السر ، وأفسدوا طرق المدينة بالعذرات ، وأغلوا أسعارها ، وكانوا يقولون لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : أتيناك بالأثقال والعيال ، ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان ، فأعطنا من الصدقة. وجعلوا يمنون عليه ، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية (١).
الآية : ١٧ ـ قوله تعالى : (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (١٧).
قوله تعالى : (يَمُنُّونَ) الآية. أخرج الطبراني بسند حسن عن عبد الله بن أبي أوفى أن ناسا من العرب قالوا : يا رسول الله ، أسلمنا ولم نقاتلك وقاتلك بنو فلان ، فأنزل الله : (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا) الآية.
وأخرج البزار من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم مثله عن الحسن وأن ذلك لما فتحت مكة.
وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي قال : قدم عشرة نفر من بني أسد على رسول الله صلىاللهعليهوسلم سنة تسع ، وفيهم طلحة بن خويلد ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم في المسجد مع أصحابه ، فسلموا وقال متكلمهم : يا رسول الله ، إنا شهدنا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأنك عبده ورسوله ، وجئناك يا رسول الله ولم تبعث إلينا بعثا ، ونحن لمن وراءنا سلم ، فأنزل الله : (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا) الآية.
وأخرج سعيد بن منصور في سننه عن سعيد بن جبير قال : أتى قوم من الأعراب من بني أسد النبي صلىاللهعليهوسلم فقالوا : جئناك ولم نقاتلك ، فأنزل الله : (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا) (٢).
__________________
(١) النيسابوري ٣٢٧ ، وزاد المسير ، ج ٧ / ٤٧٥ ـ ٤٧٦ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٤ / ٢١٩ ـ ٢٢٠ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٦ / ٣٤٨.
(٢) السيوطي ، ٢٧٢ ـ ٢٧٣ ، وانظر فتح القدير للشوكاني ، ج ٥ / ٦٨ ـ ٦٩.