رجل : قد أصبت مجلسا فاجلس. فجلس ثابت مغضبا ، فغمز الرجل فقال : من هذا؟ فقال : أنا فلان. فقال ثابت : ابن فلانة؟ وذكر أما كانت له يعير بها في الجاهلية ، فنكس الرجل رأسه استحياء ، فأنزل الله تعالى هذه الآية (١).
قوله تعالى : (وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَ). نزلت في امرأتين من أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم سخرتا من أم سلمة ، وذلك أنها ربطت حقويها بسبنية ، وهي ثوب أبيض ، وسدلت طرفها خلفها ، فكانت تجرّه. فقالت عائشة لحفصة : انظري ما تجر خلفها ، كأنه لسان كلب. فهذا كان سخريتها (٢).
وقال أنس : نزلت في نساء النبي صلىاللهعليهوسلم ، عيرن أم سلمة بالقصر.
وقال عكرمة ، عن ابن عباس : إن صفية بنت حيي بن أخطب أتت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالت : إن النساء يعيرنني ، ويقلن : يا يهودية بنت يهوديين. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هلا قلت : إن أبي هارون ، وإن عمي موسى ، وإن زوجي محمد». فأنزل الله تعالى هذه الآية (٣).
قوله تعالى : (وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ). عن داود بن هند ، عن الشعبي ، عن أبي جبيرة بن الضحاك ، عن أبيه وعمومته قالوا : قدم علينا النبي عليهالسلام ، فجعل الرجل يدعو للرجل ينبزه ، فيقال : يا رسول الله ، إنه يكرهه ، فنزلت : (وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ) (٤).
الآية : ١٣ ـ قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى).
قال ابن عباس : نزلت في ثابت بن قيس ، وقوله في الرجل الذي لم يفسح له : ابن فلانة؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من الذاكر فلانة؟». فقام ثابت فقال : أنا يا رسول الله ، فقال : «انظر في وجوه القوم». فنظر ، فقال : «ما رأيت يا ثابت؟» فقال : رأيت أبيض وأحمر وأسود. قال : «فإنك لا تفضلهم إلا في الدين والتقوى». فأنزل الله تعالى هذه الآية (٥).
__________________
(١) تفسير زاد المسير ، ج ٧ / ٤٦٥ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٦ / ٣٢٤ ـ ٣٢٥.
(٢) تفسير القرطبي ، ج ١٦ / ٣٢٦.
(٣) النيسابوري ٣٢٥ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٦ / ٣٢٦.
(٤) سنن أبي داود برقم ٤٩٦٢ ، والترمذي برقم ٣٢٦٨ ، وقال : حسن صحيح.
(٥) تفسير ابن كثير ، ج ٤ / ٢١٧.