عن يحيى بن زائدة قال : حدثني أبي وغيره ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب قال : كان المسلمون إذا أفطروا يأكلون ويشربون ويمسون النساء ما لم يناموا ، فإذا ناموا لم يفعلوا شيئا من ذلك إلى مثلها ، وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما ، فأتى أهله عند الإفطار ، فانطلقت امرأته تطلب شيئا ، وغلبته عيناه فنام ، فلما انتصف النهار من غد غشي عليه (١). قال : وأتى عمر امرأته وقد نامت. فذكر ذلك للنبي صلىاللهعليهوسلم فنزلت : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ) إلى قوله : (مِنَ الْفَجْرِ) ففرح المسلمون بذلك (٢).
عن البراء قال : كان أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار ، فنام قبل أن يطعم لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي ، وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما ، فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال : هل عندك طعام؟ قالت : لا ، ولكن أنطلق فأطلب لك ، وكان يومه يعمل ، فغلبته عيناه ، وجاءته امرأته ، فلما رأته قالت : خيبة لك ، فأصبح صائما ، فلما انتصف النهار غشي عليه ، فذكر ذلك للنبي صلىاللهعليهوسلم فنزلت هذه الآية : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ) ففرحوا بها فرحا شديدا (٣).
وعن القاسم بن محمد قال : إن بدء الصوم كان يصوم الرجل من عشاء إلى عشاء ، فإذا نام لم يصل إلى أهله بعد ذلك ، ولم يأكل ولم يشرب ، حتى جاء عمر إلى امرأته فقالت : إني قد نمت ، فوقع بها. وأمسى صرمة بن أنس صائما ، فنام قبل أن يفطر ، وكانوا إذا ناموا لم يأكلوا ولم يشربوا ، فأصبح صائما ، وكاد الصوم يقتله ، فأنزل الله عزوجل الرخصة ، قال : (فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ) [سورة البقرة ، الآية : ١٨٧].
عن أبي حسان قال : حدثني أبو حازم ، عن سهل بن سعد قال : نزلت هذه الآية : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ) ولم ينزل (مِنَ الْفَجْرِ) وكان
__________________
(١) يمسون النساء أي : يجامعوهن. مثلها : أي الليلة التالية. غشي عليه : أغمي عليه من شدة الجوع ونحوه.
(٢) صحيح البخاري برقم ١٩١٥ ، والترمذي برقم ٢٩٦٨ ، وأبو داود برقم ٣٣١٤ ، وتفسير ابن كثير ، ج ١ / ٢٢٠ ـ ٢٢١.
(٣) رواه البخاري : الصوم ، باب : قول الله جل ذكره : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ ...) ، رقم : ١٨١٦.