ديننا واحد ، رضيت بهديك وسمتك ودينك (١). فأنزل الله تعالى هذه الآية (٢).
الآية : ١٩٠ ـ قوله تعالى : (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ).
قال الكلبي : عن أبي صالح ، عن ابن عباس : نزلت هذه الآية في صلح الحديبية ، وذلك أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما صدّ عن البيت هو وأصحابه نحر الهدي بالحديبية ، ثم صالحه المشركون على أن يرجع عامه ثم يأتي القابل ، على أن يخلوا له مكة ثلاثة أيام ، فيطوف بالبيت ويفعل ما شاء ، وصالحهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلما كان العام المقبل تجهز رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه لعمرة القضاء ، وخافوا أن لا تفي لهم قريش بذلك ، وأن يصدوهم عن المسجد الحرام ويقاتلوهم. وكره أصحابه قتالهم في الشهر الحرام في الحرم ، فأنزل الله تعالى : (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ) يعني قريشا (٣).
الآية : ١٩٤ ـ قوله تعالى : (الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ).
قال قتادة : أقبل نبي الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه في ذي القعدة ، حتى إذا كانوا بالحديبية صدهم المشركون ، فلما كان العام المقبل دخلوا مكة ، فاعتمروا في ذي القعدة ، وأقاموا بها ثلاث ليال ، وكان المشركون قد فجروا عليه حين ردوه يوم الحديبية ، فأقصه الله تعالى منهم ، فأنزل : (الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ) (٤) الآية.
الآية : ١٩٥ ـ قوله تعالى : (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ).
قال القرطبي : روى البخاري عن حذيفة قال : نزلت في النفقة. وروي مثله عن الحسن وقتادة ومجاهد والضحاك (٥).
__________________
(١) حائطا : بستانا. أهل الوبر أي : من البادية ، لأنهم يرعون الإبل ذات الوبر. الفسطاط : نوع من الأبنية في السفر كالخيمة ، ولكن أوسع منها ويزيد عليها رواقا عند بابها. سمتك : السمت الطريق والهيئة الحسنة ، أي : طريقك وسنتك.
(٢) تفسير الطبري ، ج ٢ / ١٠٠ ، وتفسير ابن كثير ، ج ١ / ٢٢٥ ـ ٢٢٦.
(٣) تفسير القرطبي ، ج ٢ / ٣٤٧ ، وتفسير ابن كثير ، ج ١ / ٢٢٦ ـ ٢٢٧.
(٤) تفسير الطبري ، ج ٢ / ١١٤ ، وتفسير ابن كثير ، ج ١ / ٢٢٨.
(٥) تفسير القرطبي ، ج ٢ / ٣٦١.