قال مقاتل : إن رءوس اليهود كعب وعدي والنعمان وأبو رافع وأبو ياسر وابن صوريا ، عمدوا إلى مؤمنهم عبد الله بن سلام وأصحابه ، فآذوهم لإسلامهم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية (١).
الآية : ١١٣ ـ قوله تعالى : (لَيْسُوا سَواءً).
قال ابن عباس ومقاتل : لما أسلم عبد الله بن سلام وثعلبة بن سعنة وأسيد بن سعنة وأسد بن عبيد ومن أسلم من اليهود ، قالت أحبار اليهود : ما آمن لمحمد إلا شرارنا ، ولو كانوا من خيارنا لما تركوا دين آبائهم. وقالوا لهم : لقد خنتم حين استبدلتم بدينكم دينا غيره ، فأنزل الله تعالى : (لَيْسُوا سَواءً) (٢) الآية.
وقال ابن مسعود : نزلت الآية في صلاة العتمة (٣) ، يصليها المسلمون ، ومن سواهم من أهل الكتاب لا يصليها (٤).
عن ابن مسعود قال : أخّر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليلة صلاة العشاء ، ثم خرج إلى المسجد ، فإذا الناس ينتظرون الصلاة ، فقال : «إنه ليس من أهل الأديان أحد يذكر الله في هذه الساعة غيركم». قال : فأنزلت هذه الآيات : (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ) إلى قوله : (وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ) (١١٥) [سورة آل عمران ، الآية : ١١٥] (٥).
الآية : ١١٨ ـ قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ).
قال ابن عباس ومجاهد : نزلت في قوم من المؤمنين ، كانوا يصافون المنافقين ، ويواصلون رجالا من اليهود ، لما كان بينهم من القرابة والصداقة والحلف والجوار والرضاع ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ينهاهم عن مباطنتهم ، خوف الفتنة منهم عليهم (٦).
__________________
(١) النيسابوري ١٠١ ، الدر المنثور ، ج ٢ / ٦٣.
(٢) النيسابوري ، ١٠١ ـ ١٠٢ ، والسيوطي ٥٦ ، وتفسير الطبري ، ج ٤ / ٣٥.
(٣) العتمة : ظلمة الليل ، والمراد : صلاة العشاء.
(٤) أسباب النزول للسيوطي ٥٦.
(٥) زاد المسير ، ج ١ / ٤٤٢.
(٦) زاد المسير ، ج ١ / ٤٤٦.