سامعين مطيعين ، فأنزل الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) يعني الأوس والخزرج (إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) يعني شاسا وأصحابه (يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ) (١٠٠).
قال جابر بن عبد الله : ما كان طالع أكره إلينا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأومأ إلينا بيده فكففنا ، وأصلح الله تعالى ما بيننا ، فما كان شخص أحب إلينا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فما رأيت يوما أقبح ولا أوحش أوّلا ، وأحسن آخرا ، من ذلك اليوم (١).
الآية : ١٠١ ـ قوله تعالى : (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ).
عن الأغر ، عن خليفة بن حصين ، عن أبي نصر ، عن ابن عباس قال : كان بين الأوس والخزرج شر في الجاهلية ، فذكروا ما بينهم ، فثار بعضهم إلى بعض بالسيوف ، فأتي النبي صلىاللهعليهوسلم فذكر ذلك له ، فذهب إليهم ، فنزلت هذه الآية : (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) [سورة آل عمران ، الآية : ١٠٣] (٢).
عن ابن عباس قال : كان الأوس والخزرج يتحدثون ، فغضبوا حتى كان بينهم حرب ، فأخذوا السلاح بعضهم إلى بعض ، فنزلت : (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ) إلى قوله تعالى : (فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها) (٣).
الآية : ١١٠ ـ قوله تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ).
قال عكرمة ومقاتل : نزلت في ابن مسعود وأبيّ بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة ، وذلك أن مالك بن الصيف ووهب بن يهوذا اليهوديين قالا لهم : إن ديننا خير مما تدعونا إليه ، ونحن خير وأفضل منكم. فأنزل الله تعالى هذه الآية (٤).
الآية : ١١١ ـ قوله تعالى : (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً).
__________________
(١) النيسابوري ، ١٠٠ ـ ١٠١ ، والسيوطي ٥٥.
(٢) معجم الطبراني الكبير برقم ١٢٦٦٦.
(٣) مجمع الزوائد ، ج ٦ / ٣٢٧ ، وسنده ضعيف جدا.
(٤) السيوطي في الدر المنثور ، ج ٢ / ٥٨.