برسولك». فأنزل الله تعالى : (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ) (١) الآية.
الآية : ١٤٣ ـ قوله تعالى : (وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) (١٤٣).
أخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي [وهو ضعيف] عن ابن عباس : أن رجالا من الصحابة كانوا يقولون : ليتنا نقتل كما قتل أصحاب بدر. أو : ليت لنا يوما كيوم بدر نقاتل فيه المشركين ، ونبلي فيه خيرا ، أو نلتمس الشهادة والجنة ، أو الحياة والرزق ، فأشهدهم الله أحدا فلم يلبثوا إلا من شاء الله منهم ، فأنزل الله هذه الآية (٢).
الآيات : ١٤٤ ـ ١٤٨ ـ قوله تعالى : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) الآيات.
قال عطية العوفي : لما كان يوم أحد انهزم الناس ، فقال بعض الناس : قد أصيب محمد ، فأعطوهم بأيديكم ، فإنما هم إخوانكم. وقال بعضهم : إن كان محمد قد أصيب ألا تمضون على ما مضى عليه نبيكم حتى تلحقوا به؟ فأنزل الله تعالى في ذلك : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) إلى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا) لقتل نبيهم إلى قوله : (فَآتاهُمُ اللهُ ثَوابَ الدُّنْيا) (٣).
الآية : ١٥١ ـ قوله تعالى : (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ).
قال السدي : لما ارتحل أبو سفيان والمشركون يوم أحد ، متوجهين إلى مكة ، انطلقوا حتى بلغوا بعض الطريق ، ثم إنهم ندموا وقالوا : بئس ما صنعنا ، قتلناهم ، حتى إذا لم يبق منهم إلا الشرذمة تركناهم؟ ارجعوا فاستأصلوهم. فلما عزموا على ذلك ألقى
__________________
(١) النيسابوري ١٠٦ ، والسيوطي ، ٥٨ ـ ٥٩.
(٢) السيوطي ٥٩ ، وزاد المسير ، ج ١ / ٤٦٨.
(٣) تفسير القرطبي ، ج ٤ / ٢٢١ ـ ٢٢٢ ، وزاد المسير ، ج ١ / ٤٦٩ ، وتفسير ابن كثير ، ج ١ / ٤٠٩.