أولى به من الجماعة. ولا الجماعة أولى به من الفرد ، انه طبع على طبق ضروريات الانسان. التي تقتضيها بكل جهاته ، وبكل أحواله وروابطه وعلائقه.
كل ذلك بالموازنة الدقيقة ، فلكل حقه مما يستحقه ويجب له أو يجب عليه. هذا عدل الاسلام المتكامل وهذه هي غاية الاسلام الاولى التي أنزل لأجلها الدين ورسمت خطوطه. وشرعت مناهجه. قال الله تعالى :
(وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً. لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
وهذه هي التربية الحكيمة التي أرادها رب الانسان للانسان. وهذا هو قانون الله تعالى واضع قوانين الكون. لعمران الكون. وراسم أنظمة الحياة لسعادة الانسان النوراني وتلك هي سنته الثابتة في كل ما خلق وذرء. وفي كل قانون أنزله من عنده وأمر رسله أن تبلغه لعباده : (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً).
وقد يفر فار من هذا الدين العادل المستقيم ـ لان العين الرمداء يؤلمها الضياء. وسببه ظاهر واضح لمكافحته للمفسدين. ومحاربته للظالمين وأخذه لحق الفقراء والمساكين.
ولقد نبذ دين الاسلام جميع العلاقات المادية الزائفة. ولم يعتبر علاقة للانسان بأخيه الانسان. ولم يعتبر ميزة لبعض عن بعض أو لقربى البشر من خالقهم الا علاقة التقوى وميزتها. قال تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا. إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات ١٢.
فالاسلام مبدأ لجميع شؤون الحياة. فلا يوجد في الاسلام جماعة تسمى رجال دين. وجماعة تسمى برجال دنيا. بل جميع من