«نشهد أن لا اله الا الله ، وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بكتاب فصّله وأحكمه ، وأعزّه ، وحفظه بعلمه ، وأحكمه بنوره ، وأيده بسلطانه وكلاه ، يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد ، ولا يخلقه طول الرد ، ولا تفنى عجائبه ، من قال به صدق ومن عمل به أجر ، ومن خاصم به فلج ، ومن قاتل به نصر ، ومن قام به هدي الى صراط مستقيم ، فيه أنباء من كان قبلكم ، والحكم فيما بينكم ، وخبر معادكم وأنزله بعلمه ، وأشهد الملائكة بتصديقه ، قال الله جل وجهه (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً).
فجعله الله نورا يهدي للتي هي أقوم ، وقال : (فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) وقال : (اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ، وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ، قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) وقال (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
ففي اتباع ما جاءكم من الله الفوز العظيم ، وفي تركه الخطأ المبين ، قال : «فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى» فجعل في اتباعه كل خير يرجى في الدنيا والآخرة.
فالقرآن آمر زاجر ، حدّ فيه الحدود ، وسنّ فيه السنن ، وضرب فيه الامثال ، وشرع فيه الدين ، أعذارا لامر نفسه ، وحجة على خلقه ، أخذ على ذلك ميثاقهم ، وارتهن عليه انفسهم ليبين لهم ما يأتون وما يتقون «ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وان الله سميع عليم».
٢٠ ـ البحار عن نهج البلاغة : قال عليهالسلام في خطبة طويلة يذكر فيها بعثة الانبياء عليهمالسلام «الى أن بعث الله سبحانه محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لانجاز عدته ، وتمام نبوته ، مأخوذا على لنبيين ميثاقه مشهورة وسماته ، كريما ميلاده ، وأهل الارض يومئذ ملل