والثاني كتاب الله ، تبصرون به ، وتسمعون به ، وينطق بعضه ببعض ويشهد بعضه على بعض ، ولا يختلف في الله ، ولا يخالف بصاحبه عن الله ، قد اصطلحتم على الغلّ فيما بينكم ونبت المرعى على ذمتكم وتصافيتم على حب الامال ، وتعاديتم في كسب الاموال ، لقد استهام بكم الخبيث وفاه بكم الغرور ، والله المستعان على نفسي وانفسكم.
١٨ ـ تفسير العياشي : عن يوسف بن عبد الرحمن رفعه الى الحارث الاعور قال : دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال : يا أمير المؤمنين اذا كنا عندك سمعنا الذي نشدّ به ديننا ، واذا خرجنا من عندك سمعنا أشياء مختلفة مغموسة لا ندري ما هي.
قال : أوقد فعلوها؟! قال : قلت نعم. قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : أتاني جبرئيل فقال : يا محمد سيكون في أمتك فتنة. قلت : فما المخرج منها؟ فقال : كتاب الله ، فيه بيان ما قبلكم من خبر ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل ، من وليه ولاه من جبار ، فعمل بغيره قصمه الله ، ومن التمس الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم لا تزيغه الاهواء ، ولا تلبسه الالسنة ، ولا يخلق على الرد ولا تنقضي عجائبه ، ولا يشبع منه العلماء. وهو الذي لم تكنه الجن اذ سمعته أن قالوا : «انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد» من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن اعتصم به هدي الى صراط مستقيم ، هو الكتاب العزيز الذي «لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد».
١٩ ـ تفسير العياشي : عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليهالسلام عن أبيه عن جده عليهمالسلام قال : خطبنا أمير المؤمنين عليهالسلام خطبة فقال فيها :