أقدامهم تالين لأجزاء القرآن ، يرتلونه ترتيلا ، يحزنون به أنفسهم ، ويستثيرون دواء دائهم ، فاذا مروا بآية فيها تشويق ، ركنوا اليها طمعا ، وتطلعت نفوسهم اليها شوقا ، وظنوا ان الجنة نصب أعينهم ، واذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا اليها مسامع قلوبهم ، وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم».
١٦ ـ وفيه ٢ / ٢٠٢ : وقال عليهالسلام «ثم أنزل عليه الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه ، وسراجا لا يخبو توقده ، وبحرا لا يدرك قعره ، ومنهاجا لا يضل نهجه ، وشعاعا لا يظلم ضوؤه ، وفرقانا لا يخمد برهانه ، وتبيانا لا تهدم أركانه ، وشفاء لا تخشى أسقامه ، وعزا لا تهزم أنصاره ، وحقا لا تخذل أعوانه ، فهو معدن الايمان وبحبوحته ، وينابيع العلم وبحوره ، ورياض العدل وغدرانه ، وأثافي الاسلام وبنيانه ، وأودية الحق وغيطانه ، وبحر لا ينزفه المتنزفون ، وعيون لا ينضبها الماتحون ، ومناهل لا يغيضها الواردون ومنازل لا يضل نهجها المسافرون ، واعلام لا يعمى عنها السائرون ، وآكام لا يجوز عنها القاصدون ، جعله الله ريا لعطش العلماء ، وربيعا لقلوب الفقهاء ، ومحاج لطرق الصلحاء ، ودواء ليس بعده داء ، ونورا ليس معه ظلمة ، وحبلا وثيقا عروته ، ومعقلا منيعا ذروته ، وعزا لمن تولاه ، وسلما لمن دخله ، وهدى لمن ائتم به ، وفلجا لمن حاج به ، وحاملا لمن حمله ، ومطية لمن أعمله ، وآية لمن توسم ، وجنة لمن استلأم ، وعلما لمن وعى ، وحديثا لمن روى ، وحكما لمن قضى».
١٧ ـ البحار ١٩ / ٧ : من خطبة له عليهالسلام : «واعلموا انه ليس من شيء الا ويكاد صاحبه يشبع منه ويمله ، الا الحياة فانه لا تعد في الموت راحة ، وانما ذلك بمنزلة الحكمة ، التي هي حياة للقلب الميت وبصر للعين العمياء ، وسمع للاذن الصماء وري للظمآن ، وفيها العنا كله والسلامة.