ولحقته وكانت ليلة مقمرة. قال : فقال لي ما تفسير الألف من الحمد؟ قال : فما علمت حرفا أجيبه. قال : فتكلم في تفسيرها ساعة تامة. قال : ثم قال لي : ما تفسير اللّام من الحمد؟ قال : فقلت لا أعلم ، فتكلم في تفسيرها ساعة تامة. فتكلم في تفسيرها ساعة تامة. ثم قال لي ، فما تفسير الدال من الحمد؟ قال : فقلت لا ادري. قال : فتكلم في تفسيرها الى أن برق عمود الفجر. قال : فقال لي قم يا ابا عباس الى منزلك وتأهب لفرضك. قال ابو العباس عبد الله بن عباس : فقمت وقد وعيت كلما قال ، ثم تفكّرت فاذا علمي بالقرآن في علم علي عليهالسلام كالقرارة في المتفجر. قال القرارة : الغديرة ، المتفجر : البحر.
٣٧ ـ وفيه : وقال ابو عمر الزاهد ، قال لنا عبد الله بن مسعود ذات يوم : لو علمت أن أحدا هو أعلم مني بكتاب الله عزوجل لضربت اليه آباط الابل. قال علقمة : فقال رجل من الحلقة : القيت عليا عليهالسلام؟ قال : نعم قد لقيته وأخذت عنه واستفدت منه وقرأت عليه ، وكان خير الناس وأعلمهم بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولقد رأيته بحرا يسيل سيلا.
٢٨ ـ البحار : يقول علي بن طاوس ، وذكر محمد بن الحسن بن زياد المعروف بالنقاش في المجلد الاول من تفسير القرآن ـ الذي سماه شفاء الصدور ـ ما هذا لفظه : وقال ابن عباس : جل ما تعلمت من التفسير من علي بن ابي طالب عليهالسلام.
وقال النقاش أيضا في تعظيم ابن عباس لمولانا علي عليهالسلام ما هذا لفظه : أخبرنا أبوبكر ، قال حدثنا أحمد بن غالب الفقيه بطالقان ، قال حدثنا محمد بن علي ، قال حدثنا سويد ، قال حدثنا علي بن الحسين ابن واقد ، عن أبيه ، عن الكلبي ، قال ابن عباس : ومما وجدت في أصله وذهب نظر ابن عباس من كثرة بكائه على علي بن ابي طالب عليهالسلام.