السّلام قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : ألا أخبركم بالفقيه حقا : من لم يقنط الناس من رحمة الله ، ومن لم يؤمنهم من عذاب الله ، ولم يؤيسهم من روح الله ، ولم يرخص لهم في معاصي الله ، ولم يترك القرآن رغبة عنه الى غيره. ألا لا خير في علم ليس فيه تفهم ، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر. ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه.
ورواه الكليني عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد البرقي ، عن اسماعيل بن مهران ، عن أبي سعيد القماط ، عن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام ـ وذكر الحديث نحوه.
١٠ ـ مستدرك الوسائل ٢ / ٢٨٩ : وفيه ، عن (مصباح الشريعة) قال الصادق عليهالسلام : من قرأ القرآن ولم يخضع لله ، ولم يرق قلبه ولا يكتسي حزنا ، ووجلا في سره ، فقد استهان بعظم شأن الله تعالى ، وخسر خسرانا مبينا ، فقارىء القرآن يحتاج الى ثلاثة أشياء : قلب خاشع ، وبدن فارغ ، وموضع خال. فاذا خشع لله قلبه فر منه الشيطان الرجيم قال الله تعالى : (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ). فاذا تفرغ قلبه من الاسباب تجرد قلبه للقراءة فلا يعرضه عارض ، فيحرم بركة نور القرآن وفوائده. واذا اتخذ مجلسا خاليا واعتزل من الخلق بعد ان أتى بالخصلتين الاولتين استأنس روحه وسره ، ووجد حلاوة مخاطبة الله عزوجل عباده الصالحين ، وعلم لطفه بهم ومقام اختصاصه لهم بفنون كراماته وبدايع اشاراته ، فاذا شرب كأسا من هذا الشراب حينئذ لا يختار على ذلك الحال حالا ولا على ذلك الوقت وقتا ، بل يؤثره على كل طاعة وعبادة ، لان فيه المناجاة مع الرب بلا واسطة ، فانظر كيف تقرأ كتاب ربك ومنشور ولايتك ، وكيف تجيب أوامره ونواهيه ، وكيف تتمثل حدوده ، فانه كتاب عزيز (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ