(إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ) ان الله تعالى الذي أخرج هذا المخلوق من العدم الى الوجود ورعاه في رحلته الطويلة كيف يصعب عليه اعادته بعد فناء جسده. انها قولة جاهل غبي. أو ماكر يقول ما لا يؤمن به.
(وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ) الرجع المطر. ترجع به السماء مرة بعد مرة. والصدع النبت. يشق الارض وهما يمثلان مشهدا للحياة في صورة من صورها. حياة نباتية. أشبه بالنطفة المتدفقة من الصلب والترائب. والجنين المنبثق من ظلمات الرحم. الحياة هي الحياة. والمشهد هو المشهد. والحركة هي الحركة. نظام ثابت وصنعة محكمة تدل على عظمة الصانع. الذي لا يشبهه احد.
وهو مشهد قريب الشبه بالطارق. والنجم الثاقب. يقسم الله بهذين الكائنين الحدثين.
(إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً) انهم هؤلاء الضعفاء الذين خلقوا من ماء دافق يكيدون كيدا. وهم في الوقت نفسه لا حول لهم ولا طول. الا بعد ارادة خالقهم العظيم.
(فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ) لا تعجل ولا تستبطىء نهاية المعركة. وقد رأيت طبيعتها وحقيقتها فانما هي الحكمة البالغة. وراء الامهال ـ وبدون اهمال ـ وهو قليل حتى لو استغرق عمر الدنيا فما هو مقابل خلود الآخرة الا قليل. (أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً). كأنه هو ص وآله صاحب الامر وصاحب الاذن. وانما هو الايناس والود في هذا الموضوع.
وكأنما يقول له ربه : (انك مأذون فيهم ولكن امهلهم رويدا) فهو تعظيم لجلالة الرسول ص وآله.