كادوا يفتنون ، لان الله تعالى سهل على الكافر ما لا سبيل اليه وعمر على المؤمن ما كان السبيل اليه سهلا ، فأوحى الله عزوجل الى ملائكة السماء والى نبي ذلك الزمان في الارض : انى انا الله الكريم المتفضل : القادر لا يضرني ما أعطى ، ولا ينفعني ما أصنع ، ولا أظلم أحدا مثقال ذرة : فأما الكافر فانما سهلت عليه أخذ السمكة في غير أوانها ليكون جزاء عن حسنة كان عملها ، اذ كان حقا علي أن لا يضل لأحد حسنة حتى يرد القيامة ولا حسنة في صحيفته ويدخل النار بكفره. ومنعت العابد ذلك (كذا) السمكة بعينه لخطيئة كانت منه أردت تمحيصها عنه بمنع تلك الشهوة واعدام ذلك الدواء ، ليأتيني ولا ذنب عليه فيدخل الجنة.
فقال عبد الله بن يحيى : يا أمير المؤمنين قد أفدتني وعلمتني ، قد رأيت أن تعرفني ذنبي الذي امتحنت به في هذا المجلس حتى لا أعود الى مثله.
قال عليهالسلام : تركك حين جلست أن تقول (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، فجعل الله ذلك بسهولك عما ندبت اليه تمحيصا بما أصابك ، أما علمت ان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حدثني عن الله عزوجل انه قال : «كل أمر ذي بال لم يذكر اسم الله فيه فهو أبتر» فقلت : بل بأبي أنت وامي لا اتركها بعدها. قال : اذا تحظى بذلك وتسعد.
ثم قال عبد الله بن يحيى : يا أمير المؤمنين ما تفسير (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)؟ قال عليهالسلام : ان العبد اذا أراد ان يقرأ او يعمل عملا ويقول (بِسْمِ اللهِ) أي بهذا الاسم اعمل هذا العمل ، فكل أمر يعمله يبتدىء فيه ب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فانه مبارك له فيه.
٢ ـ البرهان ١ / ٤٥ : في حديث قال الصادق عليهالسلام : قام رجل الى علي بن الحسين عليهالسلام ، فقال : أخبرني ما معنى (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)؟