الفترة الخاصة. لا كل النهار. ومثله (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها) والتغشية هي مقابل التجلية. (وَالسَّماءِ وَما بَناها).
كذلك يقسم (بالارض وما طحاها) الطحو كالدحو : البسط والتمهيد للحياة. وهي حقيقة قائمة. حياة الاحياء تتوقف عليها. وهذه الخصائص كلها تديرها اليد الخالقة العليا.
(وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها) وهذه الآيات تمثل قاعدة النظرية النفسية للاسلام.
ومن خلال هذه الآيات وأمثالها تبرز لنا نظرة الاسلام الى الانسان بكل معالمها.
ان هذا الكائن مخلوق مزدوج الطبيعة. مزدوج الاستعداد. مزدوج الاتجاه. ونعني بكلمة مزدوج على وجه التحديد. انه بطبيعة تكوينه (من طين الارض. ومن نفخة الله) انه مزود باستعدادات متساوية لان يختار الخير. أو الشر. الهدى. أو الضلال. فهو قادر عليهما معا. وقادر على التمييز بينهما معا. كما أنه قادر على توجيه نفسه الى أيهما شاء. وان كان بفطرته يميل الى جهة الخير والهداية. لو ترك وشأنه بفطرته. ولذا ورد عن النبي ص وآله : (ان كل مولود يولد على الفطرة. وانما أبواه يهودانه أو ينصرانه ..)
وهنالك اذن تبعة مترتبة على منح الانسان هذه القوة المزدوجة الواعية. القادرة على اختيار أي الطريقين تسلك. وأي الجهتين تختار وترغب بدون أدنى اكراه أو اجبار أو عائق. أو مانع. وقد أعانه خالقه الكريم بالرسل والرسالات التي تضع له الموازين الثابتة الدقيقة. وتكشف له عن موجبات الهدى والايمان ودلائل الفوز والنجاة. والربح والسعادة والكمال الانساني. وتجلو عنه غواشي الهوى فيبصر الحق في صورته