عن ابي بصير قال : قال ابو عبد الله (ع) : ان المؤمن اذا حيل بينه وبين الكلام ـ يعني المحتضر ـ أتاه رسول الله ص وآله ومن شاء فجلس رسول الله ص وآله عن يمينه والآخر عن يساره فيقول له رسول الله ص وآله : أما ما كنت ترجو فهوذا امامك. واما ما كنت تخاف منه فقد أمنت منه. ثم يفتح له باب الى الجنة. فيقول : هذا منزلك من الجنة فان شئت رددناك الى الدنيا ولك فيها ذهب وفضة. فيقول : لا حاجة لي في الدنيا. فعند ذلك يبيض وجهه ويرشح جبينه. وتقلص شفتاه. وتنتشر منخراه. وتدمع عينه اليسرى. فأي هذه العلامات رأيت فاكتف بها فاذا خرجت النفس من الجسد فيعرض عليها كما عرض عليه وهي في جسده. فتختار الآخرة. فتغسله وتقلبه فيمن تقلبه. فاذا أدرج في أكفانه وضع على سريره خرجت روحه تمشي بين أيدي القوم قدما وتلقاه أرواح المؤمنين يسلمون عليه ويبشرونه بما أعد الله له من النعيم. فاذا وضع في قبره رد اليه الروح الى وركيه ثم يسأله عما يعلم فاذا جاء بما يعلم فتح له ذلك الباب الذي أراه اياه رسول الله ص وآله. فيدخل عليه من نورها وضوئها وبردها وطيبها.
قال : فقلت : جعلت فداك فأين ضغطة القبر. فقال (ع) : هيهات ما على المؤمنين منها شيء والله. ان هذه الارض لتفتخر على هذه. فتقول وطأ على ظهري مؤمن ولم يطأ على ظهرك مؤمن وتقول له الارض : والله لقد كنت أحبك وأنت تمشي على ظهري. فأما اذا وليتك فستعلم ماذا أصنع بك فتفسح له مد بصره.
عن عمار بن مروان قال حدثني من سمع أبا عبد الله الصادق (ع) يقول : منكم والله يقبل ولكم والله يغفر انه ليس بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى السرور وقرة العين الا أن تبلغ نفسه ههنا ـ وأومأ بيده الى حلقه ـ.
ثم قال (ع) : اذا كان ذلك واحتضر ـ أحدكم ـ حضره رسول الله