فقال (ع) : ان الله عزوجل حيث أخذ ميثاق بني آدم دعا الحجر من الجنة فأمره فالتقم الميثاق فهو يشهد لمن وافاه بالموافاة.
عن بلير بن أعين قال : سألت ابا عبد الله (ع) لأي علة وضع الله الحجر في الركن الذي هو فيه ولم يوضع في غيره. ولأي علة تقبل ولأي علة أخرج من الجنة. ولأي علة وضع ميثاق العباد والعهد فيه ولم يوضع في غيره .. وكيف السبب في ذلك. تخبرني جعلني الله فداك فان تفكري فيه لعجيب.
فقال (ع) : سألت وأعضلت في المسألة واستقصيت فافهم الجواب وفرغ قلبك واصغ سمعك. أخبرك ان شاء الله : ان الله تبارك وتعالى وضع الحجر الأسود وهي جوهرة أخرجت من الجنة الى آدم (ع) فوضعت في ذلك الركن لعلة الميثاق. وذلك انه لما أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم حين أخذ الله عليهم الميثاق في ذلك المكان. وفي ذلك المكان تراءى لهم ، ومن ذلك المكان يهبط الطير على القائم (ع). فأول من يبايعه ذلك الطائر وهو والله جبرائيل (ع) والى ذلك المقام يسند القائم ظهره وهو الحجة والدليل على القائم وهو الشاهد لمن وافا في ذلك المكان والشاهد على من أدى اليه الميثاق والعهد الذي أخذ الله عزوجل على العباد.
وأما القبلة والاستلام فلعلة العهد تجديدا لذلك العهد والميثاق وتجديدا للبيعة ليؤدوا اليه العهد الذي أخذ الله عليهم في الميثاق فيأتوه في كل سنة ويؤدوا اليه العهد والامانة اللذين أخذا عليهم. ألا ترى أنك تقول :
امانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة وو الله ما يؤدي ذلك أحد غير شيعتنا ولا حفظ ذلك العهد والميثاق أحد غير شعيتنا وانهم ليأتوه فيعرفهم ويصدقهم ويأتيه غيرهم فينكرهم ويكذبهم وذلك انه لم