وأحرم الناس كلهم بالحج لا ينوون عمرة ولا يدرون ما المتعة حتى اذا قدم رسول الله ص وآله مكة طاف بالبيت وطاف الناس معه ثم صلى ركعتين عند المقام واستلم الحجر. ثم قال : ابدأ بما بدىء الله عزوجل فأتى الصفا فبدأ بها ثم طاف بين الصفا والمروة سبعا فلما قضى طوافه عند المروة قام خطيبا فأمرهم ان يحلوا ويجعلوها عمرة وهو شيء أمر الله عزوجل به فأحل الناس. وقال رسول الله ص وآله : لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم ولم يكن يستطيع ان يحل من أجل الهدي الذي كان معه.
ان الله عزوجل يقول :
(وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ) ٢ / ١٩٥ ى
فقال سراقة بن مالك بن جعشم الكناني : يا رسول الله علمنا كأنا خلقنا اليوم أرأيت هذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أو لكل عام. فقال رسول الله ص وآله لا بل للابد الابد. وان رجلا قام فقال يا رسول الله نخرج حجاجا ورؤوسنا تقطر. فقال رسول الله ص وآله : انك لن تؤمن بهذا ابدا ـ وكان القائل عمر بن الخطاب ولذا أول ما بدء في عهده تحريم متعة الحج هذه ومتعة النساء وحي على خير العمل في الأذان وقد اجمع الرواة على أنه قال على المنبر ثلاث كانت على عهد رسول الله حلالا وانا محرمهن ومعاقب على فعلهن وذكر الثلاث (ق).
قال وأقبل علي (ع) من اليمن حتى وافى الحج فوجد فاطمة (ع) قد أحلت ووجد ريح الطيب. فانطلق الى رسول الله ص وآله فقال ص وآله يا علي بأي شيء أهللت فقال (ع) : أهللت بما أهل به النبي ص وآله. فقال : لا تحل انت فأشركه في الهدي وجعل له سبعا وثلاثين. ونحر هو ص وآله ثلاثا وستين فنحرها بيده ثم اخذ من كل بدنة بضعة فجعلها في قدر واحد ثم أمر به فطبخ فأكل منه وحسا من المرق.