حوله. (مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ) (أبصارهم خاشعة) ممدودة رقابهم. (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ).
انه مشهد لا يمكن التعبير عن صفته. انه هائل مروع مرعب مذهل مفزع ...
(يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ) وهذه أشد وأدهى .. انهم ذاهبون الى حيث تعرض عليهم أعمالهم. انهم يواجهون وجها لوجه جزاءها. ومواجهة الانسان الى عمله قد تكون أحيانا أقسى من كل جزاء. وان من عمله ما يهرب من مواجته بينه وبين نفسه ـ بعد نهايته منه ـ ويشيح بوجهه عنه لبشاعته حين يصحو من لذته وسكرته.
فكيف وماذا يصيبه من ذلك اذا كان كل ذلك الانكشاف على رؤوس الاشهاد. وفي حضرة العظيم الجبار. القوي القهار. الذي ينهاه عنه ويحذره منه وهو معرض عنه.
انها لعقوبة هائلة رهيبة. مجرد أن يروا أعمالهم. وان يواجهوا بما كان منهم هو مرعب :
(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).
يا لطيف حتى الذرة ، وحتى حبة الخردل ، وهل هناك شيء أصغر من ذلك حتى يضربه لنا. كل ذلك سيحضر امام عينيك ايها الانسان. وكيف يمكن احصاء ذلك وأين يوجد ذلك.
(هذا كتابنا ينطق عليك بالحق انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون).(اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً). يوم تشهد عليهم أيديهم وجلودهم بما كانوا يعملون. فياله من مشهد. وياله من عرض وفضيحة على رؤوس الاشهاد انه موقف هائل فالويل للغافلين عن هذا الموقف المرعب والويل للمتكبرين على خالقهم العظيم.