(إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى. وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى)
فاذا كان فرعون يتهددهم بمن هو أشد وأبقى. فهاهم يهددونه باظهار صورة من يأتي ربه مجرما : فان له جهنم لا يموت فيها ولا يحيا ، انه العذاب الذي لا ينتهي الى موت أو فناء ، وفي الجانب الآخر (الدَّرَجاتُ الْعُلى) جنات تجري من تحتها الانهار وذلك جزاء من تزكى
وهزأت القلوب المؤمنة بتهديد الطغيان الجائر. وواجهته بكلمة الايمان القوية وباستعلاء الايمان الواثق المطمئن. واتبعته بتحذير الايمان الناصع وبرجاء الايمان العميق. ومضى هذا المشهد في تاريخ البشرية اعلانا لحرية القلب البشري باستعلائه على قيود الارض وسلطان الارض. وعلى الطمع وقد جهر بهذا الاعلان القوي الممتلىء بالايمان. ان للحق والايمان حقيقة ، متى تجسمت في المشاعر أخذت طريقها فاستعلنت ليراها الناس في صورتها الواقعية.
يجب أن تتحقق حقيقة الايمان في النفس. وحقيقة الحق في القلب ، فتصبحان أقوى من حقيقة القوى المادية التي يستعلي بها الباطل ويصول بها الطغيان وهذا هو الذي كان في موقف موسى من السحرة. وموقف السحرة ـ بعد ايمانهم ـ من فرعون وطغيانه. وحزبه وأعوانه. والعاقبة للمتقين.
* * *
وكانت فلسطين وسوريا في عصر المسيح مستعمرة لليونان وفيها منهم خلق كثير وكان للطب فيها رواج هائل. (وكان في الفصل الثالث عشر والرابع عشر من سفر اللاويين من التوراة الرائجة) تعليم طويل في تطهير القرع والبرص بنحو يختص بروحانية الكهنوت ويوهم أنه من بركات الكهنة والآثار الروحية وان كان من نحو الحجر الصحي.