الثاني : انه تكفل في صراحة ببيانه بالشهادة للنبوة والرسالة. فلم يبق حاجة لدلالة العقل ودفع الشبهات عنها.
الثالث : انه تكفل بنفسه دفع الموانع عن الرسالة والنبوة إذ بين مواد الدعوة وأساسياتها ومعارفها وقوانينها الجارية بأجمعها. على المعقول من عرفانيها واخلاقيها وجتماعيها وسياسيها. فلا يوجد فيها ما يخالف المعقول ليكون مانعا عن النبوة. وفي سورة الاسراء يقول عزوجل :
(إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) آية ٩ ـ
الرابع : انه زاد على كونه معجزا بنفسه بان كرر النداء والمصارحة في الاحتجاج باعجازه. وتحدى جميع البشر الى ان يفني البشر. وأعلن الحجة عليهم وهتف بهم هتافا مكررا مؤكدا بان يعارضوه ـ ان كان باستطاعتهم المعارضة ـ ولو ان يأتوا بسورة من مثله ان كان مما تناله مقدرة البشر المحدودة فقال عزوجل :
(وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) سورة البقرة آية ٢٢
فلو كان هناك أقل قليل من المعارضة والاتيان بسورة واحدة من مثل هذا القرآن لرفعه أهل الكفر والضلال كنار على علم. ولا حتفلت به ألوف الألوف من اعداء الاسلام وأضداد القرآن. ولسجلته دواوينهم في اقطار الارض واجيال الامم.
اعجاز القرآن في وجهة الاحتجاج
نهض رسول الاسلام صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لتعليم البشر وتنوير بصائرهم في عصر الظلمات والجهل والفوضى. نهض لارشادهم