العجز والقصور في الجواب على تحديه لهم. وهم الخبراء في ذلك وأصحاب المضمار الفسيح. وهذا ما جعلهم يعرضون عن جوابه في تحديه لهم وإلزامهم بالخضوع لاعجازه ، وهم الخبراء في ذلك ومن هنا كانت الحجة عليهم أبلغ وأعظم من غيرهم من الامم وانه هو الذي يدخل في حكمة المعجز والاعجاز في شمول الدعوة للعرب وابتدائها بهم بحسب سيرها الطبيعي على الحكمة وبه تتم فائدة المعجز على وجهها.
امتياز حجة محمد (ص) في قرآنه المعجز عن غيره
مضافا الى انه امتاز عن غيره من المعجزات. وفاق عليها بأكبر الامور الجوهرية في شؤون النبوة والرسالة ودعوتها. فمن ذلك : انه باق مدى السنين ممثل بصورته ومادته لكل من يريد ان يطلع عليه ويمارس أمره وينظر في أمره ويعرف كنهه وحقيقته. فهو باد وظاهر في كل آن ومكان لكل من يريد النظر في حقائقه ودلائله. ولا تتوقف معرفة حقيقته ووجه اعجازه الى أساطير النقل ومماراة قال أو قيل. فلا يحتمل انه دبرت دعواه بليل. ولا يسترب في أمر باحتمال التمويه ، بل هو ينادي بنفسه في كل زمان ومكان : (هذا جناي وخياره فيه وكله خيار فائق متفوق).
ومن ذلك انه بنفسه ولسانه وصريح بيانه قد تكفل بالاثبات لجميع المقدمات التي تنتظم منها الحجة والبرهان على صحة رسالته الخاصة. وشهادة اعجازه لها. ولم يوكل أمر بيانه الى غيره. مما يختلج فيه بالريب. أو تعرض فيه الشبهات وتطول فيه مسافة الاحتجاج وتكثر صعوباته. فلقد التفت الى جميع ما يعرض عليه ويتطلب منه بيانه.
الاول : انه تكفل ببيان دعوى النبي للنبوة. وصحة الرسالة في سائر النبؤات.