سمعت الخبر بقدوم رسول الله صلىاللهعليهوسلم كبرت ، فقالت لى عمتى ، حين سمعت تكبيرى : خيبك الله! والله لو كنت سمعت بموسى بن عمران قادما ما زدت! فقلت لها : أى عمة ، هو والله أخ موسى بن عمران ، وعلى دينه ، بعث بما بعث به. فقالت : أى ابن أخى ، أهو النبى الذى كنا نخبر أنه يبعث مع نفس الساعة؟ فقلت لها : نعم. فقالت : فذاك إذن. قال : ثم خرجت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأسلمت ، ثم رجعت إلى أهل بيتى ، فأمرتهم فأسلموا.
* * *
وكان من حديث مخيريق ، وكان حبرا عالما ، وكان رجلا غنيّا كثير الأموال من النخل ، وكان يعرف رسول الله صلىاللهعليهوسلم بصفته ، وما يجد فى علمه ، وغلب عليه إلف دينه ، فلم يزل على ذلك ، حتى إذا كان يوم أحد ، وكان يوم أحد يوم السبت ، قال : يا معشر يهود ، والله إنكم لتعلمون أن نصر محمد عليكم لحق. قالوا : إن اليوم يوم السبت. قال : لا سبت لكم. ثم أخذ سلاحه ، فخرج حتى أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بأحد ، وعهد إلى من وراءه من قومه : إن قتلت هذا اليوم ، فأموالى لمحمد صلىاللهعليهوسلم يصنع فيها ما أراه الله. فلما اقتتل الناس ، قاتل حتى قتل ، فكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : مخيريق خير يهود. وقبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمواله ، فعامة صدقات رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالمدينة منها.
* * *
وكان حيى بن أخطب ، وأخوه أبو ياسر بن أخطب ، من أشد يهود