للعرب حسدا ، إذ خصهم الله تعالى برسوله صلىاللهعليهوسلم ، وكانا جاهدين فى رد الناس عن الإسلام بما استطاعا ، فأنزل الله تعالى فيهما : (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
* * *
وكان ممن انضاف إلى يهود : جلاس بن سويد بن الصامت ، وأخوه الحارث بن سويد.
وجلاس الذى قال ـ وكان ممن تخلف عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى غزوة تبوك ـ : أإن كان هذا الرجل صادقا لنحن شر من الحمر. فرفع ذلك من قوله إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم عمير بن سعد ، وكان فى حجر جلاس ، خلف جلاس على أمه بعد أبيه ، فقال له عمير بن سعد : والله يا جلاس ، إنك لأحب الناس إلىّ ، وأحسنهم عندى يدا ، وأعزهم على أن يصيبه شىء يكرهه ، ولقد قلت مقالة لئن رفعتها عليك لأفضحنك ، ولئن صمت عليها ليهلكن دينى ، ولإحداهما أيسر على من الأخرى. ثم مشى إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فذكر له ما قاله جلاس ، فحلف جلاس بالله لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : لقد كذب على عمير ، وما قلت ما قال عمير بن سعد. فأنزل الله عزوجل فيه : (يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ).
فزعموا أنه تاب فحسنت توبته ، حتى عرف منه الخير والإسلام. وأخوه الحارث بن سويد ، الذى قتل المجذر بن ذياد البلوى ، وقيس بن زيد ، أحد