وهو الذى قال : لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ، فى غزوة بنى المصطلق ، وفى قوله ذلك ، نزلت سورة «المنافقون» بأسرها.
* * *
وكان ممن تعوذ بالإسلام ودخل فيه مع المسلمين وأظهره ، وهو منافق ، من أحبار يهود : زيد بن اللصيت ، الذى قاتل عمر بن الخطاب رضى الله عنه بسوق بنى قينقاع ، وهو الذى قال ، حين ضلت ناقة رسول الله صلىاللهعليهوسلم : يزعم محمد أنه يأتيه خبر السماء وهو لا يدرى أين ناقته! فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وجاءه الخبر بما قال عدو الله فى رحله ، ودل الله تبارك وتعالى رسوله صلىاللهعليهوسلم على ناقته : إن قائلا قال : يزعم محمد أنه يأتيه خبر السماء ولا يدرى أين ناقته؟ وإنى والله ما أعلم إلا ما علمنى الله وقد دلنى الله عليها ، فهى فى هذا الشعب ، قد حبستها شجرة بزمامها. فذهب رجال من المسلمين ، فوجدوها حيث قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكما وصف.
* * *
ورافع بن حريملة ، وهو الذى قال له الرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، حين مات : قد مات اليوم عظيم من عظماء المنافقين.
* * *
وكان هؤلاء المنافقون يحضرون إلى المسجد فيستمعون أحاديث المسلمين ويسخرون ويستهزءون بدينهم ، فاجتمع يوما فى المسجد منهم ناس ، فرآهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم يتحدثون بينهم خافضى أصواتهم ، قد لصق بعضهم ببعض ، فأمر بهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأخرجوا من المسجد إخراجا عنيفا.