ففي هؤلاء من أحبار يهود ، والمنافقين من الأوس والخزرج ، نزل صدر سورة البقرة إلى المائة منها.
* * *
وكان يهود يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلىاللهعليهوسلم قبل مبعثه ، فلما بعثه الله من العرب كفروا به ، وجحدوا ما كانوا يقولون فيه ، فقال لهم معاذ بن جبل ، وبشر بن البراء بن معرور ، أخو بنى سلمة : يا معشر يهود ، اتقوا الله وأسلموا ، فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد ونحن أهل شرك ، وتخبروننا أنه مبعوث ، وتصفونه لنا بصفته. فقال سلام ابن مشكم ، أحد بنى النضير : ما جاءنا بشيء نعرفه ، وما هو بالذى كنا نذكره لكم ، فأنزل الله فى ذلك من قولهم : (وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكافِرِينَ).
* * *
وقال رافع بن حريملة ، ووهب بن زيد ، لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : يا محمد ، ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء نقرؤه ، وفجر لنا أنهارا ، نتبعك ونصدقك. فأنزل الله تعالى فى ذلك من قولهما : (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ).
* * *
ولما قدم أهل نجران من النصارى على رسول الله صلىاللهعليهوسلم أتتهم أحبار يهود ، فتنازعوا عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال رافع ابن حريملة : ما أنتم على شىء ، وكفر بعيسى وبالإنجيل ، فقال رجل من