رضوان الله عليه : أن قدم الراية. فتقدم علىّ ، فقال : أنا أبو القصم ، فناداه أبو سعد بن أبى طلحة ، وهو صاحب لواء المشركين : أن هل لك يا أبا القصم فى البراز من حاجة؟ قال : نعم. فبرزا بين الصفين ، فاختلفا ضربتين ، فضربه على فصرعه ، ثم انصرف عنه ، ولم يجهز عليه ، فقال له أصحابه : أفلا أجهزت عليه؟ فقال : إنه استقبلنى بعورته ، فعطفتنى عنه الرحم ، وعرفت أن الله عزوجل قد قتله.
* * *
وقاتل عاصم بن ثابت بن أبى الأفلح ، فقتل مسافع بن طلحة ، وأخاه الجلاس بن طلحة ، كلاهما يشعره سهما ، فأتى أمه سلافة ، فيضع رأسه فى حجرها ، فتقول : يا بنى ، من أصابك؟ فيقول : سمعت رجلا حين رمانى وهو يقول. خذها وأنا ابن أبى الأقلح ، فنذرت إن أمكنها الله من رأس عاصم أن تشرب فيه الخمر ، وكان عاصم قد عاهد الله ألا يمس مشركا أبدا ، ولا يمسه مشرك.
* * *
والتقى حنظلة بن أبى عامر الغسيل وأبو سفيان ، فلما استعلاه حنظلة ابن أبى عامر ، رآه شاد بن الأسود ، وهو بن شعوب ، قد علا أبا سفيان ، فضربه شداد فقتله. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إن صاحبكم ، يعنى حنظلة ، لتغسله الملائكة فسألوا أهله وما شأنه؟ فسئلت صاحبته عنه ، فقالت : خرج وهو جنب حين سمع الهاتفة.
* * *
ثم أنزل الله نصره على المسلمين ، وصدقهم وعده ، فحسوهم بالسيوف ، حتى كشفوهم عن العسكر ، وكانت الهزيمة لا شك فيها.