ابن أمية بن عبد شمس على مكة ، أميرا على من تخلف عنه من الناس ، ثم مضى رسول الله صلىاللهعليهوسلم على وجهه يريد لقاء هوازن.
* * *
ويقول جابر : لما استقبلنا وادى حنين انحدرنا فى واد من أودية تهامة أجوف حطوط ، إنما ننحدر فيه انحدارا ، فى عماية الصبح ، وكان القوم قد سبقونا إلى الوادى ، فكمنوا لنا فى شعابه وأحنائه ومضايقه ، وقد أجمعوا وتهيئوا وأعدوا ، فو الله ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شدوا علينا شدة رجل واحد ، واستمر الناس راجعين ، لا يلوى أحد على أحد ، وانحاز رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذات اليمين ، ثم قال : أين أيها الناس؟ هلموا لى ، أنا رسول الله ، أنا محمد بن عبد الله. فانطلق الناس ، إلا أنه قد بقى مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته ، فلما انهزم الناس ، ورأى من كان مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم من جفاة أهل مكة الهزيمة ، تكلم رجال منهم بما فى أنفسهم من الضغن.
ويقول العباس بن عبد المطلب : إنى لمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم آخذ بحكمة بغلته البيضاء ، وكنت امرأ جسما شديد الصوت ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول ، حين رأى ما رأى من الناس : أين أيها الناس؟ فلم أر الناس يلوون على شىء ، فقال : يا عباس ، اصرخ ، يا معشر الأنصار ، يا معشر أصحاب السمرة! فأجابوا : لبيك! لبيك! قال : فيذهب الرجل ليثنى بعيره ، فلا يقدر على ذلك ، فيأخذ درعه ، فيقذفها فى عنقه ، ويأخذ سيفه وترسه ، ويقتحم عن بعيره ، ويخلى سبيله ، فيؤم الصوت ، حتى ينتهى إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، حتى إذا اجتمع إليه منهم مائة ، استقبلوا الناس