فاقتتلوا ، وكانت الدعوى أول ما كانت : يا للأنصار! ثم خلصت أخيرا : بالخزرج! وكانوا صبرا عند الحرب. فأشرف رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى ركائبه ، فنظر إلى مجتلد القوم وهم يجتلدون ، فقال : الآن حمى الوطيس ، والتفت رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى أبى سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، وكان ممن صبر يومئذ مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان حسن الإسلام حين أسلم ، وهو آخذ بسير بغلته ، فقال : من هذا؟ قال : أنا ابن أمك ، يا رسول الله.
ولما انهزم المشركون ، أتوا الطائف ، ومعهم مالك بن عوف ، وعسكر بعضهم بأوطاس ، وتوجه بعضهم نحو نخلة ، ولم يكن فيمن توجه نحو نخلة إلا بنو غيرة من ثقيف ، وتبعت خيل رسول الله صلىاللهعليهوسلم من سلك فى نخلة من الناس ، ولم تتبع من سلك الثنايا.
وبعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى آثار من توجه قبل أوطاس أبا عامر الأشعرى ، فأدرك من الناس بعض من انهزم ، فناوشوه القتال ، فرمى أبو عامر بسهم فقتل ، فأخذ الراية أبو موسى الأشعرى ، وهو ابن عمه ، فقاتلهم ، ففتح الله على يديه وهزمهم.
* * *
ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم مر يومئذ بامرأة ، وقد قتلها خالد ابن الوليد والناس مزدحمون عليها ، فقال : ما هذا؟ فقالوا؟ امرأة قتلها خالد ابن الوليد : فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لبعض من معه : أدرك خالدا فقل له : إن رسول الله ينهاك أن تقتل وليدا أو امرأة أو عسيفا (١).
__________________
(١) العسيف : الأجير.