بادية بنت غيلان بن مظعون بن سلمة ، أو حلى الفارعة بنت عقيل ، وكانتا من أحلى نساء ثقيف ، فذكر لى أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لها : وإن كان لم يؤذن لى فى ثقيف يا خويلة؟ فخرجت خويلة ، فذكرت ذلك لعمر بن الخطاب ، فدخل على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله ما حديث حدثتنيه خويلة ، زعمت أنك قلته؟ قال : قد قلته ، قال : أو ما أذن لك فيهم يا رسول الله؟ قال : لا. قال : أفلا أؤذن بالرحيل؟ قال : بلى. قال : فأذن عمر بالرحيل.
وتزل على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى إقامته ممن كان محاصرا بالطائف عبيد ، فأسلموا ، فأعتقهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
ولما أسلم أهل الطائف تكلم نفر منهم فى أولئك العبيد ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لا ، أولئك عتقاء الله.
* * *
ثم خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين انصرف عن الطائف فيمن معه من الناس ، ومعه من هوازن سى كثير. وقد قال له رجل من أصحابه يوم ظعن عن ثقيف : يا رسول الله ، ادع عليهم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : اللهم اهد ثقيفا وائت بهم.
ثم إن وفد هوازن أتوا رسول الله صلى الله عليه وقد أسلموا ، فقالوا : يا رسول الله ، إنا أصل وعشيرة ، وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك ، فامنن علينا ، منّ الله عليك. وقام رجل من هوازن فقال : يا رسول الله ، إنما فى الحظائر عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتى كن يكفلنك ، ولو أنا ملحنا (١)
__________________
(١) ملحنا : أرضعنا.