للحارث بن أبى شمر ، أو للنعمان بن المنذر ، ثم نزل بنا بمثل الذى نزلت به ، رجونا عطفه وعائدته علينا ، وأنت خير المكفولين.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم أم أموالكم؟ فقالوا : يا رسول الله ، خيرتنا بين أموالنا وأحسابنا ، بل ترد إلينا نساءنا وأبناءنا ، فهو أحب إلينا. قال لهم : أماما كان لى ولبنى عبد المطلب فهو لكم ، وإذا ما أنا صليت الظهر بالناس ، فقوموا فقولوا : إنا نستشفع برسول الله إلى المسلمين ، وبالمسلمين إلى رسول الله ، فى أبنائنا ونسائنا ، فسأعطيكم عند ذلك ، وأسأل لكم. فلما صلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالناس الظهر ، قاموا ، فتكلموا بالذى أمرهم به ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : وأما ما كان لى ولبنى عبد المطلب فهو لكم. فقال المهاجرون : وما كان لنا فهو لرسول الله صلىاللهعليهوسلم.
* * *
ولما فرغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم من رد سبايا حنين إلى أهلها ، ركب ، واتبعه الناس يقولون : يا رسول الله ، أقسم علينا فيئنا من الإبل والغنم ، حتى ألجئوه إلى شجرة ، فاختطفت عنه رداءه ، فقال : أدوا على ردائى ، أيها الناس ، فو الله أن لو كان لكم بعدد شجر تهامة نعما لقسمته عليكم ، ثم ما ألفيتمونى بخيلا ولا جبانا ولا كذابا ، ثم قام إلى جنب بعير ، فأخذه وبرة من سنامه ، فجعلها بين إصبعيه ، ثم رفعها ، ثم قال : أيها الناس ، والله ما لى من فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس ، والخمس مردود عليكم.