ويقول أسامة : لما ثقل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، هبطت وهبط الناس معى إلى المدينة ، فدخلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقد أصمت فلا يتكلم ، فجعل يرفع يده إلى السماء ثم يضعها على ، فأعرف أنه يدعو لى.
* * *
ولما استعز برسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : مروا أبا بكر فليصل بالناس. قالت عائشة : قلت : يا نبى الله ، إن أبا بكر رجل رقيق ، ضعيف الصوت ، كثير البكاء إذا قرأ القرآن. قال : مروه فليصل بالناس. قالت : فعدت بمثل قولى ، فقال : إنكن صواحب يوسف ، فمروه فليصل بالناس. قالت : فو الله ما أقول ذلك إلا أنى كنت أحب أن يصرف ذلك عن أبى بكر ، وعرفت أن الناس لا يحبون رجلا قام مقامه أبدا ، وأن الناس سيتشاءمون به فى كل حدث كان ، فكنت أحب أن يصرف ذلك عن أبى بكر.
* * *
ثم إنه لما كان يوم الاثنين الذى قبض الله فيه رسوله صلىاللهعليهوسلم ، خرج إلى الناس ، وهم يصلون الصبح ، فرفع الستر ، وفتح الباب ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقام على باب عائشة ، فكاد المسلمون يفتتنون فى صلاتهم برسول الله صلىاللهعليهوسلم حين رأوه ، فرحا به ، وتفرجوا ، فأشار إليهم : أن اثبتوا على صلاتكم. فتبسم رسول الله صلىاللهعليهوسلم سرورا لما رأى من هيئتهم فى صلاتهم ، وما رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم أحسن هيئة منه تلك الساعة ، ثم رجع وانصرف الناس وهم يرون أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد برئ من وجعه. فرجع أبو بكر إلى أهله بالسنح.
* * *