وتقول عائشة : رجع إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى ذلك اليوم حين دخل من المسجد ، فاضطجع فى حجرى ، فدخل على رجل من آل أبى بكر ، وفى يده سواك أخضر ، فنظر رسول الله صلىاللهعليهوسلم إليه فى يده نظرا عرفت أنه يريده ، فقلت : يا رسول الله ، أتحب أن أعطيك هذا السواك؟ قال : نعم ، فأخذته ، فمضغته له ، حتى لينته ، ثم أعطيته إياه فاستن كأشد ما رأيته يستن بسواك قط ، ثم وضعه. ووجدت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يثقل فى حجرى ، فذهبت أنظر فى وجهه ، فإذا بصره قد شخص ، وهو يقول : بل الرفيق الأعلى من الجنة ، فقلت : خيرت فاخترت والذى بعثك بالحق.
قالت : وقبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، بين سحرى ونحرى ، حين اشتد الضحى من يوم الاثنين لاثنتى عشرة خلت من شهر ربيع الأول ، سنة عشرين من الهجرة وشهرين واثنى عشر يوما ، فوضعت رأسه على وسادة ، وقمت ألتدم مع النساء وأضرب وجهى.
* * *
ولما توفى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قام عمر بن الخطاب ، فقال : إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد توفى ، وإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم والله ما مات ، ولكنه ذهب إلى ربه ، كما ذهب موسى بن عمران ، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ، ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات. والله ليرجعن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كما رجع موسى ، فليقطعن أيدى رجال وأرجلهم ، زعموا أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم مات.
* * *