فلما فرغ من غسل رسول الله صلىاللهعليهوسلم كفن فى ثلاثة أثواب : ثوبين صحاريين (١) وبرد حبرة أدرج فيها إدراجا. ولما أرادوا أن يحفروا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان أبو عبيدة بن الجراح يضرح كحفر أهل مكة ، وكان أبو طلحة زيد بن سهل هو الذى يحفر لأهل المدينة ، فكان يلحد فدعا العباس رجلين ، فقال لأحدهما : اذهب إلى أبى عبيدة بن الجراح ، وللآخر : اذهب إلى أبى طلحة ، اللهم خر لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فوجد صاحب أبى طلحة أبا طلحة ، فجاء به ، فلحد لرسول الله صلىاللهعليهوسلم.
* * *
فلما فرغ من جهاز رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم الثلاثاء وضع على سريره فى بيته. وقد كان المسلمون اختلفوا فى دفنه ، فقال قائل : ندفنه فى مسجده ، وقال قائل : بل ندفنه مع أصحابه ، فقال أبو بكر : إنى سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : ما قبض نبى إلا دفن حيث يقبض ، فرفع فراش رسول الله صلىاللهعليهوسلم الذى توفى عليه ، فحفر له تحته. ثم دخل الناس على رسول الله صلىاللهعليهوسلم يصلون عليه أرسالا ، دخل الرجال ، حتى إذا فرغوا ، أدخل النساء ، حتى إذا فرغ النساء أدخل الصبيان. ولم يؤم الناس على رسول الله صلىاللهعليهوسلم أحد. ثم دفن رسول الله صلىاللهعليهوسلم من وسط اللّيل ليلة الأربعاء.
وكان الذين نزلوا فى قبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم : على بن أبى طالب ، والفضل بن عباس ، وقثم بن عباس ، وشقران مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
__________________
(١) نسبة إلى صحار : مدينة باليمن.