(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً. أَطَّلَعَ الْغَيْبَ) إلى قوله تعالى : (وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْداً).
* * *
وجلس رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوما مع الوليد بن المغيرة فى المسجد فجاء النضر بن الحارث حتى جلس معهم فى المجلس ، وفى المجلس غير واحد من رجال قريش ، فتكلم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فعرض له النضر بن الحارث ، فكلمه رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى أفحمه.
ثم قام رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأقبل عبد الله بن الزبعرى السهمى حتى جلس ، فقال الوليد بن المغيرة لعبد الله بن الزبعرى : والله ما قام النضر ابن الحارث لابن عبد المطلب آنفا وما قعد ، وقد زعم محمد أنا وما نعبد من آلهتنا هذه حصب جهنم. فقال عبد الله بن الزبعرى : أما والله لو وجدته لخصمته ، فسلوا محمدا : أكل ما يعبد من دون الله فى جهنم مع من عبده؟ فنحن نعبد الملائكة ، واليهود تعبد عزيرا ، والنصارى تعبد عيسى بن مريم «عليهماالسلام» فعجب الوليد ومن كان معه فى المجلس من قول عبد الله بن الزبعرى ، ورأوا أنه قد احتج وخاصم ، فذكر ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوسلم من قول ابن الزبعرى ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إن كل من أحب أن يعبد من دون الله فهو مع من عبده ، إنهم إنما يعبدون الشياطين ، ومن أمرتهم بعبادته. فأنزل الله تعالى عليه فى ذلك : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ. لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ).