وكان الأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفى ، حليف بنى زهرة ، وكان من أشراف القوم وممن يستمع منه ، فكان يصيب من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ويرد عليه ، فأنزل الله تعالى فيه : (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) ، إلى قوله تعالى (زَنِيمٍ)
* * *
وكان أبىّ بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح ، وعقبة بن أبى معيط ، متصافيين ، حسنا ما بينهما ، فكان عقبة قد جلس إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وسمع منه ، فبلغ ذلك أبيّا ، فأتى عقبة فقال له : ألم يبلغنى أنك جالست محمدا وسمعت منه؟ وجهى من وجهك حرام أن أكلمك ـ واستغلظ من اليمين ـ إن أنت جلست إليه أو سمعت منه ، أو لم تأته فتتفل فى وجهه. ففعل ذلك عدو الله عقبة بن أبى معيط. لعنه الله. فأنزل الله تعالى فيهما. (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) إلى قوله تعالى : (لِلْإِنْسانِ خَذُولاً).
ومشى أبىّ بن خلف إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يعظم بال قد تكسّر ، فقال : يا محمد ، أنت تزعم أن الله يبعث هذا بعد ما رمّ ، ثم فتّه فى يده ثم نفخه فى الريح نحو رسول الله صلىاللهعليهوسلم. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : نعم ، أنا أقول ذلك ، يبعثه الله وإياك بعد ما تكونان هكذا ، ثم يدخلك الله النار. فأنزل الله تعالى فيه : (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ. قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ. الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ).
* * *
واعترض رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهو يطوف بالكعبة : الأسود بن