يتطلعون فيرون عليّا على الفراش متسجيا يبرد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فيقولون : والله إن هذا لمحمد نائما ، عليه برده ، فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا ، فقام على رضى الله عنه عن الفراش ، فقالوا : والله لقد كان صدقنا الذى حدثنا.
* * *
وكان أبو بكر رضى الله عنه رجلا ذا مال ، فكان حين استأذن رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى الهجرة ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لا تعجل ، لعل الله يجعل لك صاحبالا ، قد طمع بأن يكون رسول الله صلىاللهعليهوسلم إنما يعنى نفسه ، حين قال له ذلك ، فابتاع راحلتين ، فاحتبسهما فى داره ، يعلفهما إعدادا لذلك.
* * *
تقول عائشة : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا يخطئ أن يأتى بيت أبى أحد طرفى النهار إما بكرة وإما عشية ، حتى إذا كان اليوم الذى أذن فيه لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فى الهجرة ، والخروج من مكة بين ظهرى قومه ، أتانا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالهاجرة ، فى ساعة كان لا يأتى فيها. فلما رآه أبو بكر ، قال : ما جاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلا لأمر حدث.
فلما دخل صلىاللهعليهوسلم تأخر له أبو بكر عن سريره ، فجلس رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وليس عند أبى بكر إلا أنا وأختى أسماء بنت أبى بكر ، فقال ، رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أخرج عنى من عندك ،