مفهوم الشيء في المشتقّ أخذ الجنس في الفصل (١).
والحقّ أنّ الشيء من المفاهيم العامّة ، ويطلق على الوجود والعدم وما يقبل الوجود والعدم كالماهيات الممكنة ، فيقال : «الوجود شيء يعرض للماهية» و «العنقاء شيء قابل للوجود والعدم» و «العدم شيء لا يحتاج إلى علّة».
وأيضا يطلق على الواجب تعالى والممتنع ، فيقال : «إنّه تعالى شيء لا كالأشياء» و «اجتماع النقيضين شيء مستحيل في الخارج» وأيضا يطلق على المفاهيم الانتزاعية والاعتبارية ، فيقال : «الفوقية شيء انتزاعي» و «الملكية شيء اعتباري».
وما شأنه كذلك كيف يعقل أن يكون جنسا ، إذ أيّ جامع يتصوّر بين الوجود والعدم حتى يكون الشيء جنسا لهما؟! ثمّ هل يعقل كون الشيء جنسا للواجب تعالى وغيره؟ ثمّ هل يمكن وجود الجنس للأمور الاعتبارية والانتزاعية؟ فالصحيح أنّه من الأعراض العامّة ، فإنّ الجنس ما يحمل على الذات باعتبار كونه مقوّما له وجهة مشتركة بينه وبين غيره في مقابل الفصل الّذي يحمل على الذات باعتبار كونه مقوّما وجهة مميّزة له ، كما أنّ النوع يحمل على الذات باعتبار كونه منتزعا عن نفس الذات وليس خارجا من الذات.
وكيف كان ذكروا لاستحالة أخذ مفهوم الشيء في المشتقّ
__________________
(١) أجود التقريرات ١ : ٧٠.