وهذا وجود وذاك وجود آخر فكيف يصير عينه باللحاظ واعتبار كونه لا بشرط؟!
وثانيا : كون وجود العرض طورا لوجود موضوعه أمر دقّي فلسفي لا يلتفت عامّة الناس إليه ولو فرضنا العلم في الواقع وبحسب الدقّة الفلسفية يكون العالم لكن بالضرورة يرون العرف العلم مغايرا للعالم ، ويفهمون منه غير ما يفهمون منه ، فهو أمر ـ لو سلّم لا ربط له بمقام الوضع والتفهيم والتفهّم.
وثالثا : لا تنحصر المشتقّات بأسماء الجواهر والأعراض بل منها ما يكون مبدؤها الإمكان والامتناع ، ومن الأمور الاعتبارية ، كالزوجية والملكية ، ومن الواضح أنّ مثل هذه الأمور ليس لها وجود حقيقي حتى يكون طورا لموضوعه وعينا له ، وكيف يمكن أن يكون العدم طورا للمعدوم والإمكان طورا للممكن والامتناع طورا لاجتماع النقيضين والملكية شأنا للدار فيكون الملكية عين الدار!؟.
هذا ، مع أنّ لازم ذلك أن يكون الخلق أو الرزق في مثل قولنا : «الله تعالى خالق ورازق» عين الخالق والرازق.
مضافا إلى أنّ ما ذكر لا يتمّ في بعض المشتقّات ، كاسم الآلة والزمان والمكان والمفعول ، فإنّ المتلبّس بمبادئها ليس موضوعاتها حتى يقال : إنّ وجود العرض من شئون وجود موضوعه ، وشأن الشيء لا يباين الشيء.