خبر ليس له دلالة على وقوع النسبة أو لا وقوعها ، وهو أجنبيّ عن مدلول الخبر ، بداهة أنّ «الأربعة فرد» خبر لا يدلّ على ثبوت النسبة في الخارج ، بل مدلول الخبر هو الحكاية عن ثبوت النسبة في الخارج ، واحتمال الصدق والكذب ناش عن توافق الحكاية مع المحكيّ عنه وتطابقهما.
وذلك لما عرفت في الوضع أنّ حقيقة الوضع وما أسّس بنيانه عليه هو التعهّد بأن يلتزم الواضع بأنّه متى ما أراد الحكاية عن ثبوت القيام لزيد في الخارج مثلا جعل مبرزها ومعرّفها «زيد قائم» وهو بمنزلة تحريك الرّأس في جواب من قال : «أزيد قائم؟» والصدق والكذب ليس باعتبار مدلول الخبر الّذي هو هذه الحكاية ، كما أنّهما ليسا من ناحية الموضوع والمحمول ، بل هما من ناحية مطابقة هذه الحكاية مع ما في الخارج وعدمها ، ومن هنا قيل : «الخبر ما يحتمل الصدق والكذب» وإلّا لا يكون معنى لهذا الاحتمال ، كما لا معنى له في المفردات ، بل ما يلزم فيه وفي المفردات في صورة عدم المطابقة ليس إلّا خلاف الالتزام والتعهّد ، لا الكذب إذا علم المتكلّم بالحال ، وهكذا في صورة عدم معلوميّة المطابقة ، وعدمها ليس إلّا احتمال خلاف الالتزام والتعهّد بالنسبة إلى مدلول الخبر ومفرداته ، لا احتمال الصدق والكذب.
ومن ذلك ظهر أنّ مدلول الجمل الإنشائيّة ليس إنشاء معانيها