المعتبر الشجاع حيوانا مفترسا ويطلق لفظ الأسد عليه كذلك يعتبر الواضع اللفظ هو المعنى تنزيلا.
وفيه أوّلا : أنّ إفادة المقاصد بالألفاظ أمر لا يختصّ بالعلماء بل يعمّ العوامّ والأطفال بل الحيوانات حيث نرى البزّون (١) مثلا له صوتان بأحدهما يجذب أولاده وبالآخر يزجرها ، وهذا المعنى بعيد عن أذهان العوامّ فضلا عن الأطفال فضلا عن الحيوانات.
وثانيا : أنّ التنزيل يحتاج إلى ما به التنزيل وأثر للمنزّل عليه حتى يترتّب ذلك الأثر على المنزّل ، ضرورة أنّه لا يصحّ تنزيل أيّ شيء منزلة أيّ شيء ، فينزّل مثلا الخشب أو البعوضة منزلة الأسد ، وأيّ أثر لواقع الجبل العظيم يترتّب على لفظه الّذي نزّل منزلته؟ وبالجملة لا بدّ وأن لا يكون لغوا ولا يعدّ غلطا.
ثانيهما (٢) : أنّ الوضع له واقع ، كوضع العمامة على الرّأس ووضع العلامة على رأس الفرسخ ، وله وجود اعتباري ، وهو : اعتبار كون اللفظ موضوعا على المعنى ، نظير الملكيّة التي لها وجودان : حقيقي واعتباريّ.
وفيه أوّلا : ما مرّ من بعده عن الأذهان.
وثانيا (٣) : أنّ في الوضع الحقيقي موضوعا وموضوعا عليه
__________________
(١) أي الهرّة ، لغة شعبية.
(٢) نهاية الدراية ١ : ٤٧.
(٣) هذا أيضا يمكن أن يناقش فيه بأنّ وجود ثلاثة عناوين في وضع العلم ممّا ـ