نقله.
واما ذكره المحقق الخراساني في مقام الجواب من ان التقبيح انما يكون على استعلائه لا على امره حقيقة بعد استعلائه (١).
فغير مربوط بالمقام لان الاستدلال لم يكن بالتقبيح بل ، باطلاق الامر على طلبه.
الثاني : انه إذا كان الطالب عاليا ، فهل يعتبر استعلائه ايضا ام لا؟
الحق ان الاستعلاء بالمعنى المقابل لخفض الجناح الذي هو من الاخلاق الحميدة لا يكون معتبرا قطعا ، ولا يصح نسبة اعتباره إلى احد.
وبمعنى صدور الامر من العالي بما هو عال لا بما هو شافع أو طبيب أو مصلح ، لا ينبغى التأمل في اعتباره ، ولذا لا يكون الاوامر الارشادية اوامر حقيقة.
ويشهد له ، مضافا إلى وضوحه قضية بريرة حيث قال في مقام (ص) الجواب عن ، أتأمرني يا رسول الله (ص)؟ لا بل انا شافع (٢) ، وعدم تصريح القوم باعتبار ذلك ، انما هو للاكتفاء عن اعتبار العلو عن ذلك بنحو من اللطافة ، وهو ان مرادهم من اعتبار العلو اعتبار صدور الامر من العالي بما هو عال لا من ذات العالي أو للاكتفاء عنه باعتبارهم ان يكون بداعي البعث. فتدبر جيدا.
__________________
(١) كفاية الأصول ص ٦٣ بتصرف.
(٢) الكافي ج ٥ ص ٤٨٥ ، التهذيب ج ٧ ص ٣٤١ ، الخصال ص ١٩٠.