يحصل لها العلم بذلك بعد لعدم اطلاعها على سبب ذلك السبب ، ثم لما جاء أو انه واطلعت عليه حكمت بخلاف الحكم الأول ، فينمحي عنها نقش الحكم السابق ويثبت الحكم الآخر.
وهذا هو السبب في البداء في امور العالم ، فإذا اتصلت بتلك القوى نفس النبي (ص) أو الامام (ع) فرأى فيها بعض تلك الأمور فله أن يخبر بما رآه بعين قلبه أو شاهده بنور بصره أو سمعه بأذن قلبه ، وأما نسبة ذلك كله إلى الله تعالى فلان كل ما يجرى في العالم الملكوتى انما يجرى بارادة الله تعالى بل فعلهم بعينه فعل الله ، فكل كتابة تكون في هذه الالواح فهو أيضا مكتوب لله تعالى بعد قضائه السابق المكتوب بقلمه الأول ، فيصح أن يصف الله نفسه بأمثال ذلك بهذا الاعتبار.
رابعها : ما عن الفاضل المدقق الميرزا رفيعا (١) ، وحاصله : أن الأمور كلها منتفشة في اللوح ، والفائض منه على الملائكة والنفوس العلوية والنفوس السفلية قد يكون الامر العام أو المطلق المنسوخ حسب ما تقتضيه الحكمة ،
__________________
(١) وهو الميرزا رفيع الدين محمد بن حيدر الطباطبائي النائيني المشتهر بالميرزا فيعا المتوفى ١٠٨٠ تقريبا والمدفون باصفهان ، وكان من مشاهير علماء عصره والمتبحرين في الحكمة والكلام ، تتلمذ على يد العلامة الشيخ بهاء الدين العاملي ، له عدّة مؤلفات منها شرح اصول الكافي ، ورسالة التشكيك وغيرهما ، راجع الذريعة ج ١١ ص ١٤٨ وج ١٣ ص ٩٦. واما نص كلامه في البداء راجع شرح اصول الكافي ج ٤ ص ٢٥٠.