وراء العلم التصديقي شيئا.
الرابع : انه يطلق الكلام على الموجود منه في النفس ، يقال : ان في نفسي كلاما لا أريد أن ابديه :
قال الله تعالى : (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (١).
وفيه : ان هذا لا يختص بالكلام ، مثلا يقول المهندس ان في نفسي صورة بناء سأنقشها ، ويقول الصائم ان في نفسي أن أصوم غدا ، وهكذا ، والحال ان ذلك ليس وراء الوجود الذهني والتصور شيئا.
الخامس : انه يطلق المتكلم على الله تعالى ، وهذه الهيئة ـ أي هيئة اسم الفاعل ـ وضعت لافادة قيام المبدأ بالذات قياما وصفيا ، ولذا لا يطلق النائم على من أوجد النوم في الغير بل على من اتصف به.
وحيث أن من الواضح أنه لا يتصف الله تعالى بالكلام اللفظي ، لاستحالة اتصاف القديم بالحادث ، فلا بد من الالتزام بالكلام القديم ، وليس هو الا الكلام النفسي.
وفيه : أولا : ان المبدأ في صيغة المتكلم ليس هو الكلام ، فانه كيفية عارضة للصوت الحاصل من تموج الهواء ، وهو قائم بالهواء لا بالمتكلم ، بل المبدأ في صيغة المتكلم هو التكلم ومعناه ايجاد الكلام ، فاطلاقه على الله تعالى وغيره بمعنى واحد.
__________________
(١) الآية ١٣ من سورة الملك.