وتكون لنا عدّة وذخيرة يوم نلقى الله سبحانه ونلقاهم وسلم تسليما.
والعن من ناصبهم العداء ، وانزلوا بهم وبشيعتهم فنون البلاء ، وجحدوا مراتبهم وانكروا حقهم ، من الأولين والآخرين ودهر الداهرين.
وبعد فإن أولى ما تُنفق في تحصيله كنوز الأعمار ، وتسموا في إطالة النظر بمعالمه الأفكار ، وتعز في استنباطه الرجال هو العلم بالأحكام الشرعية والمسائل الفقهية.
فلعمري إنه المطلب الذي يظفر بالنجاح طالبه ، والمغنم الذي يُبشر بالأرباح كاسبه ، والعلم الذي يعرج بحامله إلى الذروة العليا ، وينال به السعادة في الدار الأخرى.
ولقد بذل علماؤنا السابقون ، وسلفنا الصالحون رضوان الله عليهم أجمعين في تحقيق مباحثه جهدهم ، وأكثروا في تنقيح مسائله كدّهم ، فكم فتحوا فيه مقفلا ببنان أفكارهم ، وكم شرحوا منه مجملا ببيان آثارهم ، وكم صنفوا فيه من كتاب يهدي في ظلم الجهالة إلى سنن الصواب.
فكانت تلك التصانيف عقداً منضداً في جيد المكتبة الاسلامية ، يبهر الناظرين ، فلمعت في سلسلته هذه الدرة البيضاء التي صيغت عن خمس دورات في بحوث الخارج بمدينة قم المقدسة ، ألقاها سماحة آية الله العظمى السيد محمد صادق الحسيني الروحاني دامت بركاته.
فتمخض بيراعه عن زبدتها هذا السفر الجليل الموسوم ب (زبدة الأصول)
وهي دورة كاملة وافية حوت بين دفتيها جلّ الأقوال بعذب البيان لتمحّص