محل آخر ، كما في مادة الهيئة الإنشائية.
بخلاف المعاني الاسمية ، فإنها بجواهرها واعراضها في عالم التجرد العقلاني ، معان مستقلة ، وتكون إخطارية.
ويرد على ما أفاده (قدِّس سره) أمور :
الأول : أن الكلام الذي هو مركب من الكلمات التي يكون كل كلمة منها فردا من مقولة الكيف المسموع ، من حيث هو كلام لا يعقل الارتباط فيه. بل كون الكلام مرتبطا بعضه ببعض ، إنما يكون بلحاظ ما يحكى عنه هذا الكلام ، وإنما يستند إليه ثانيا وبالعرض. وعلى ذلك :
إن كان مراده (قدِّس سره) من أن الحرف يوجد الربط ، انه يوجد الربط في الكلام ، ويكون آلة لربط بعض أجزائه ببعض ، فقد عرفت ما فيه.
وان كان مراده ، انه يوجد الربط بين أجزاء المدلول بالعرض ، أي الواقع.
فهو غير معقول. إذ الحاكي لا يمكن أن يؤثر في المحكي ، وإلّا لزم تقدم ما هو متأخر ، مضافا إلى مخالفته للوجدان.
وان أريد انه يوجد الربط في المدلول بالذات ، أي المفاهيم المتصورة.
فيرد عليه : إن تلك المفاهيم ، إن لوحظت مرتبطا بعضها ببعض ، فالحرف لم يصر سببا لإيجاد الربط ، بل يكون حاكيا عنه ، فيكون معناه إخطاريا.
وان لوحظت غير مرتبط بعضها ببعض ، فلا يعقل إيجاد الربط بين أبعاضها ، إذ الشيء لا ينقلب عما هو عليه.