أما والَّذي لا يعلمُ الغيبَ غيرُه |
|
ومَنْ ليسَ في كُلِّ الأُمورِ لَهُ كُفْوُ |
لَئِنْ كانَ بدءُ الصبرِ مرٌّ مذاقُهُ |
|
فَقَدْ يُجتنى مِن بَعدِهِ الثَّمرُ الحُلْوُ |
ورُوي : «أن عيسی عليهالسلام مرّ برجل أعمى أبرص مقعد مضروب الجنين بالفالج ، وقد تناثر لحمه من الجذام ، وهو يقول : الحمد لله الَّذي عافاني ممَّا ابتلی به كثيراً من خلقه.
فقال له عيسى عليهالسلام : يا هذا ، وأيّ شيء من البلاء أراه مصروفاً عنك؟
قال : يا روح الله ، أنا خير ممَّن لم يجعل الله في قلبه ما جعل في قلبي من معرفته.
فقال له : صدقت ، هات يدك ، فتناوله يده ، فإذا هو أحسن الناس وجهاً ، وأفضلهم همينة ، قَدْ أذهب الله عنه ما كان به ، فصحب عيسی عليهالسلام ، وتعبّد معه» (١).
وقال بعضهم : (قصدت عبادان في بدايتي ، وإذا أنا برجل أعمى مجذوم مجنون قَدْ صُرع ، والنمل تأكل لحمه ، فرفعت رأسه ، ووضعته في حجري ، وأنا اُردّد الكلام ، فلمَّا أفاق قال : من هذا الفضولي الَّذي يدخل بینی وبین ربي؟ فوحقه لو قطَّعني إرباً إربآً ما ازددت له إلا حبّاً) (٢).
ورُوي : «أن يونس عليهالسلام قال لجبرئيل : دُلَّني على أعبد أهل الأرض ، فدلَّهُ على رجل قَدْ قطع الجذام يديه ورجليه ، وذهب ببصره وسمعه ، وهو يقول :
__________________
(١) مسکن الفؤاد : ٨٧.
(٢) مسكن الفؤاد : ٨٧.