١ ـ «تفسير الكشاف» ، لمحمود بن عمر الخوارزمى ، المعتزلى ، الملقب بجار الله الزمخشرى ، وهذا التفسير ـ بصرف النظر عما فيه من اعتزاليات ـ أبرز بلاغة القرآن ، من معان وبيان ، بما يتضح لكل منصف كيف فاقت بلاغة القرآن كل بلاغة ، وكيف أن القرآن صار للعرب معجم بلاغتهم ، فما من نوع راق من أنواع البلاغة إلا رأوه قد جنح فيه إلى الوضع والتأصيل ، وحينما قارنوا بينه وبين أسمى ما نطق به أعظم بلغائهم ، وجدوا الفرق بين البلاغتين كالفرق بين النابغ والمقلد ، وإن دققت قلت : كالفرق بين الخالق والمخلوق.
٢ ـ ومن التفاسير البلاغية أيضا : تفسير «أنوار التنزيل ، وأسرار التأويل» للقاضى البيضاوى.
ومع أنه اختصر تفسيره من الكشاف ، إلا أنه أعمل فيه عقله ، وضمنه نكتا بارعة ، ولطائف رائعة ، واستنباطات دقيقة.
٣ ـ ومن هذه التفاسير البلاغية أيضا :
تفسير «إرشاد العقل السليم ، إلى مزايا الكتاب الكريم» ، لأبى السعود محمد بن محمد بن مصطفى العماد الحنفى.
وقد اهتم أبو السعود فى تفسيره هذا بإبراز النواحى البلاغية للقرآن ، حيث كشف لنا عن أسرار التقديم والتأخير ، والإيجاز والإطناب ، والفصل والوقف ، والتعبير بلفظ دون آخر ، واستنباط المعانى الدقيقة المستورة فى خبايا المفردات والتراكيب ، وغير ذلك من أسرار علوم البلاغة الثلاثة ، المعانى والبيان والبديع ، التى لا يهتدى إليها إلا من منحه الله بصيرة نافذة ، وحسا ثاقبا ، وممن تأثر بتفسير أبى السعود فى الناحية البلاغية تأثرا عظيما ، الإمام الآلوسي ـ رحمهالله تعالى ـ فى تفسيره «روح المعانى».
ويأتى فى المكانة ـ بعد تلك التفاسير ـ من الاهتمام بالناحية البلاغية تفاسير أخرى ، نقرأ فيها كثيرا من أسرار بلاغة القرآن ، كتفسير أبى البركات النسفى ، وتفسير «البحر المحيط» لأبى حيان ، و «غرائب القرآن» للنيسابورى ، و «تفسير الجلالين» ، لجلال الدين المحلى ، وجلال الدين السيوطى ، وغيرها قديما وحديثا.
١٨ ـ التفسير الصوفى :
ومن التفاسير التى ظهرت على ساحة الثقافة الإسلامية تفاسير الصوفيين ، وكلمة (صوفى) اختلف العلماء فى أصلها اللغوى الذى اشتقت منه ، على عدة أقوال لم تسلم كلها من النقد والاعتراض ، إما لغة وإما واقعا تاريخيا ، ما عدا القول الذى ينص على أنه